بحث هذه المدونة الإلكترونية

الاثنين، 29 نوفمبر 2010

مع الإستقلال .....ضد الإحتفال/ذ/ابراهيم / جبريل
أيام قليلة و تعلن التلفزة و الإذاعة عن تخليد بلادنا لذكرى الاستقلال الوطني، عندها سيتوجه رئيس الجمهورية إلى الشعب بخطاب تاريخي ربما سيتوجب علينا بعد ذلك صرفُ أكثر من شهرين لفهم مضامينه و كشف خفاياه،

سيظهر كالمعتاد تقي الله الأدهم على شاشة التلفزة الوطنية صحبة فيلق من ضباط محاربة الأمية أثناء حرب ولد الطائع الخاسرة، نفس الوجوه التي تصدرت حملة المعرفة للجميع و قادت انتفاضة الكتاب، نفس الوجوه التي ظلت تتقدم الجموع أثناء جولات ولد الطائع المشئومة.. نفس الوجوه، و ربما لا قدر الله هي نفس الوجوه التي سيستضيف تقي الله لتخليد ذكرى الإستقلال لعام 2020، و التي هي الأخرى ستكون استثنائية لوجود العشرين مرتين!!

عبارات تخليد الإستقلال و أفكار المدرسة الرمضانية و مبررات الإنقلاب و حجج زعيم المعارضة: 400 جيغا بايت من لغو الكلام تم تحميلها حتى في رؤوس أكباش الأضحية..

سيقولون بأنهم بدأوا إنشاء دولة من الصفر حيث لا قصر و لا عاصمة و لا سيارات فارهة ولا شوارع و لا شوكولاتة ولا هامبرغر..

سيقولون بأن المرحوم المختار ولد داداه كان حسن السمت، طيب المنبت، و إنه و إنهم مجتهدون إذا أصابوا فلهم أجران أو ثلاث و إذا أخطأوا فلا أقل من أجرين، أجر عند ربهم و أجر عند فرنسا!!

سيتحدث رئيس الجمهورية بالمناسبة العظيمة عن المشاريع العملاقة و سيغتنم الفرصة لتوجيه رسائل متعددة و متعجرفة لخصومه السياسيين، لن يرحمهم في صغيرة و لا كبيرة لأن ثأره عندهم سيبدو أكبر من ثأرنا عند الفرنسيين، لن يمنحهم فرصة للتقرب منه لأن موريتانيا في غنى عن خدماتهم عكس الفرنسيين، لن يكونوا شركاء في التنمية لأن الشراكة تم تخطيطها ووزعت على الفرنسيين..

ستُعد التلفزة تقريرا عجيبا عن مسيرة موريتانيا، لن تنتقد فيه فرنسا كثيرا و لا حتى قليلا!!، ستتوقف فيه طويلا - بلا مبرر- عند مظاهر البداوة و التأخر و لسان حالها "منها خلقناكم وفيها نعيدكم"، سيمر التقرير العجيب بفترة ولد الطائع كما لو أنها لحظتان و سيتوقف عند فترة عزيز كما لو أنها قرنان، سيحيد ولد الشيخ عبدالله كما لو كان رئيسا لأفغانستان.. وسيخلص إلى أنه ليس بالإمكان أحسن من ماكان..

سيتحدث ولد وأشدو و ابراهيم ولد عبدالله باسم "المثقفين"، و ربما سيعرج على باباه سيد عبدالله و إزيد بيه ليلقيا كلمة للعياطين..

ستزعجنا شنقيتل بمساجات التهنئة و ستعلن موريتل عن زيادة مائة بالمائة..

و غدا في التاسع و العشرين الموالي سنذهب للمكاتب و نبدأ في المكائد، و نستأنف العمل بشكل رهيب على طمس هوية هذا الوطن ونهب خيراته بتقنيات خجل المستعمر من استخدامها!

...

نصف قرن من الاستقلال مر بنا و لا تزال فرنسا تتحكم في كل شاردة و واردة في حياتنا اليومية، نصف قرن!

نصف قرن مر بنا و فرنسا تتدخل في الملابس الداخلية لقياداتنا العسكرية، ماذا يعني نصف قرن؟

صحيح أن أعمار الشعوب لا تقاس كما تقاس أعمار الأفراد و نصف قرن لا يعني أكثر من بضع أجيال، إلا أنه حقيقة يجب الإنتباه إلى أن العالم في هذه الخمسين سارع من وتيرة النمو بحيث قطع في خمسين سنة مسافة القرون، لذا فإن يوما واحدا يضيع من عمر أمة من هذا الخمسين سيخلفها مائة لفة في سباق محموم و محتوم!

بصراحة، يجب على ضيوف التلفزة أو ساكنيها – على الأصح - أن يعلموا أن العد الطبيعي يبدأ بالصفر و أن الحالة الموريتانية لم تكن تتميز عن نظرائها في الستينات إلا بالطيبوبة و الليونة و الإستعداد للمساهمة في النهوض و التنمية..

و أنهم و غيرهم يتحملون جزء كبيرا مما نحن فيه من ضعف و ترهل..

و أن مفهوم الدولة ما يزال غائبا أو تحت الصفر في أذهانهم قبلنا،

يجب عليهم أن يعلموا أن إنشاء الدولة لا يبدأ بشق الطرق و تشييد القصور و لا يتوقف عند النية و الإجتهاد..

يجب علينا و عليهم أن نفهم أن الاستقلال ليس علما يرفرف و نشيدا يعزف على أرض تَنزف و تُستنزف..

أبدا لن نجد طعما للاستقلال ما لم نقتنع بقدراتنا الذاتية و نتحرك على قدمينا بدون عُكازات فرنسية، و نؤمن بأنه يمكن لموريتانيا أن تتنفس الأكسجين دون إشارة من باريس..

مشكلتنا أننا لحد الآن لسنا قادرين حتى على تحديد طريقة تخليد ذكرى الإستقلال، لسنا قادرين حتى على إختيار السنة التي نريد تمييزها بالإحتفال..

أدرك جيدا حجم النفوذ الفرنسي في شبه المنطقة و أعي كذلك مدى الإدمان الغريب لبعض كوادرنا لكل ما هو فرنسي، و أعتقد أنه بعد الحرب الإستباقية بدأت تتكشف للجميع السيطرة الفرنسية على معظم ألوان الطيف السياسي في البلد، غير أني كنت و لا أزال أؤمن أكثر بوجود أبناء بررة غيورين على سمعة و مصلحة هذا الوطن، و مستعدين لدفع ثمن العصيان الفرنسي و الإبتعاد عن تبعية جاك و ميشل..

إذا كنا نريد الحرية فلنتحرر من فرنسا أولا.. و إذا كنا نريد الاستقلال فلنبتعد عن المستعمرين..

كم هو من المخجل أن تتعثر بالحجر نفسه مرتين

بماذا يحتفلون؟! /بقلم: أحمد ولد إسلم

بماذا يحتفلون؟!

أود أن يخبرني أحدكم بماذا يحتفل هؤلاء؟.. لماذا تنفق هذه الحكومة ملايين من أموالنا في استعراضات ميتة لأفراد من القوات المسلحة بالجوع والخوف على مصير ابنائها واليأس مما توعد به؟



ولماذا يسمونها احتفالية خميسنية الاستقلال إذا كان من قدمه التلفزيون على أنه رئيس الجمهورية يبدأ التاريخ عنده قبل أقل من عامين؟ ولا أشك هنا في استحقاقه هذا اللقب، بل في وجود ما هو رئيس له؟



لماذا تتنافس الدوائر الرسمية في هدر أموالنا في الأغاني والافلام واستحضار صور ارشيفية لا تعني لها أكثر من مبرر للصرف؟





لا أسأل عن احتفال المواطنين بهذه الفرية، ليقيني أن أكثر من نصفهم لا يعرف تاريخها، ولهم في ذلك عذر مقبول، فلماذ يحتلفون بمرور خمسين سنة وهم لما يروا أثرا لها في حياتهم؟!



فأبناءهم يغادرون اكواخهم كل غداة إلى قاعة مغبرة يفترشون ترابها ويكابد معلم أنهكه البحث عن بديل لوقفته هذه، ليفهمهم مادة ما مرت عليه يوم كان مكانهم، وإن صرفوا أعمارهم يتجاوزن مستوى إلى آخر ستقذف بهم الحياة غدا إلى نار النقطة الساخنة او قوارب الموت؟



ومن يلومهم إن لم يحتفلوا وهم يعرفون أن لو سقط أحدهم مغشيا عليه في زحمة المسيرة لن يجد سيارة إسعاف، وان جاء إلى المستشفى تكتب له وصفة طبية لشراء القطن الذي سيجبر به جرحه؟



ولماذا يحتفلون وهم يرون الوجوه المحنطة التي أعلمتهم بقيام الدولة ثم بالانقلاب الأول واقنعتهم بالهياكل، وبالكتاب والحملة الزراعية والمصالحة الوطنية ورئيس الفقراء هي ذاتها، لا تتغير؟



ما ذا يعني الثامن والعشرون من نوفمبر لطالب أنفق عليه الشعب مئات الآلاف ثم عاد ليساله أمعة عن قبيلته؟



ماذا يعني لشيخ يمضي وجه نهاره في نبش أرض قاحلة ليقنع نفسه وأبناءه أن لديه أملا وعليهم انتظاره؟



ما قيمة الاستقلال إن كان القرار الوطني لم يكن يوما بيد من يتولى أمور الدولة، فهذا جاءت به فرنسا وهذا انقلبت عليه الجزائر وهذا أتت به المغرب، وآخر يخوض حربا نيابة عن الغرب؟



ما قيمة أن نسمي هذا الكيان جمهورية وأعلى هيئاته يتحكم فيها مزاج ميكانيكي تقول سيرته الذاتيه أنه لم يتجاوز الثانوية؟



لماذا نظلم هذا الشعب ونلح عليه بضرورة الإيمان بالدولة ولم نوجد له مقوماتها؟



عن أي استقلال يتحدث هؤلاء إذا كان من شاء يحصل على محاضر في طبعتها الأولى للتحقيق مع أكثر السجناء خطورة، لأنه دفع لشرطي أفقر منه ما يبتاع به غداء أطفاله؟



اي جمهورية يحتفلون باستقلالها وهي التي تتداخل كل سلطاتها؛ فالبرلمان يعينه شيخ القبيلة الذي يساند الرئيس، والقضاة يعينهم رئيس المجلس الأعلى للقضاء وهو الرئيس، والحكومة تنفذ برنامج الرئيس، والرئيس ينتظر مكالمة من رئيس آخر؟



عبثا تحاولون اقناع هؤلاء بوجود جمهورية، لأن خمسين عاما من الكذب واختزال الذاكرة كانت كافية لكشف حقيقتكم.



لكن عيشوا ما تبقى لكم من ايامكم - ولن يكون قليلا - فهؤلاء سيورثون أبناءهم نظرتهم إليكم، ولعمري إنها لنظرة ملؤها الاحتقار والاستغناء، فهم عاشوا كما عاش آباؤهم، تتقاذهم امواج الحياة يرتحلون إن أجدبت الأرض.. وهي اليوم جدباء؟



فانعم ايها الرئيس وحكومتك بالاستقلال، أنتم وحدكم المستقلون، المستقلون من سيطرة ضمائركم لأنها لو وجدت كنتم استحييم من وجودكم على وجه الأرض.. وكل عام وأنتم هناك مستقلون

.

Ahmed3112@hotmail.com